تسعة و عشرون عام خبرة
اهلا بك يا صديقي،
تقف متأملاً في مراحل العمر التي قد مرت و تحاول النظر للوراء قليلاً للتأمل او تستلهم مما مر بك او مررت به، وهكذا فعلت انا و استخلصت بعضًا مما علمتني إياه الحياة و اسمح لي ان اشارك هذا معك.
أولًا: قدر نفسك وقدمها على كل شئ آخر.
لاخير في عطاءٍ لم يبدأ من منبعه، عطائك لنفسك اولاً هو مفتاحُ كل عطائك. احسن في عطائك لنفسك بتجويد ما تستطيع من جوانبك الحسنة واعمل على تحسين جوانبك السيئة أو كبحها. كن لطيفًا رحيمًا بذاتك، قدمها على أي شئ قد يؤذيها.
ثانيًا: ما يحدث معك لا يحدث لك انت وحدك.
"يووه ياربي ليش يصير هذا الشئ معي؟!" في بعض مراحل حياتي كنت أطرح هذا السؤال على نفسي كثيرًا واستنكر حدوث بعض المواقف معي تحديدًا، ومع تقدم العمر و التعرض للخبرات الحياتية وجدت ان ما كنت يومًا أشكو منه هو ماجعلني استطيع مجابهة القادم وان مصائبي أهون بكثير من مصائب غيري، فتعلمت درسًا قيمًا هو أن أقول "الحمد لله" و ابدأ في إيجاد الحلول و التعامل مع ما يواجهني اياً كان. ومن هنا اقول لك: لا تقف كثيرًا عند بعض الأمور فأنت افضل من غيرك بكثير.
ثالثًا: تعمق تعمق تعمق
لا تأخذ الأمور بسطحية دائمًا، بل تعمق فما ورائها حتمًا ستجد مساحاتٍ شاسعةٍ من الفهم الذي حتمًا سيأتي بثماره عاجلاً ام آجلاً.
رابعًا: لا تعول دائمًا على فهم الآخرين.
اذا اردت شيئًا كن واضحًا احرص ان تعرض مسألتك بحيث تكون خارجةً عن التأويل والفهم الخاطئ.
خامسًا: افهم نفسك اكثر.
بعد سنة من العمر، بعد تجربة عميقة، بعد موقف أثر بك، حاول استرجاع ما مررت به وتأمل ردات فعلك او كيفية تصرفك وكيف شعرت وانت في خضم هذا الحدث وابدأ الفهم و التفنيد. صدقني هذا الفهم مهم جدًا في مرحلةٍ لاحقةٍ ستمر بك.
سادسًا: اكل العنب حبه حبه.
قد نرمي انفسنا في غمار امر ما او تجربة جديدة وبدون قصد منا نعطي الكثير او نأخذ الكثير وفي كلا الحالتين لا تكون العواقب محمودة دائمًا. اكبح جماح نفسك حتى لو بدا لك الوضع آمنًا.
سابعًا: تلطف في كلامك.
أتفهم جيداً ما للبيئة والمجتمع من أثرٍ عميقٍ على طريقةِ تعبيرنا ولكن رُبَ كلماتٍ قلتَها خفيفة لطيفة تحمل في طياتها أثر الفهم للآخر ففتحت لك بابًا لا تعلم بوجوده اصلاً. وإن لم تفتح لك بابًا فستبقى لك أثرًا طيبًا وفي مرحلة ما لن يتبقى منك إلا هذا الأثر.
عزيزي القارئ. قد يبدوا لك كلامي تنظيريًا وخالٍ من طريقة محددة للتنفيذ، ولكن صدقني لكلِ شخص فينا طريقته الخاصة في الوصول الى هذه المعاني وفي التعاطي مع التجارب و المواقف.
ممتن لك لأنك وصلت الى هنا معي وفي العام المقبل اذا كان في العمر بقية نحكي الحكاية من جديد.
اتركك مع هذا السؤال: ماذا علمتك الحياة حتى الآن؟
دمت بود