عِش تفاصيل الحياة: تأمٌل و تمعُن
اهلا عزيزي القارئ
ربما من الوهلة الأولى يهيأ لك انني سأتحدث عن امرٍ جلل، ولكن سأترك لك الحكم في النهاية.
في خِضَم تعاقب احداث الحياة تضيع منا بعض اللحظات من غير الالتفات لما قد تحمل في طياتها من المتعة إذا عشناها او عشنا تفاصيلها الصغيرة. نتقدم في العمر ونحسب ان الأيام تمر علينا وان ما علينا هو مجابهتها والتعايش مع ما تجلب من احداث الحياة ونحسب اننا نعيش ونتعايش.
لكن! هل عشنا تلك الأيام حقاً؟
يقول مصفى صادق الرافعي:
اما علمت ان المحنة في العيش هي فكرة وقوة؟ وان الفكرة والقوة هما لذة ومنفعة وان لهفة الحرمان هي التي تضع في الكسب لذة الكسب.
تمر علينا الايام دون استشعار بعض المعاني المخبأة في طياتها وبعض التنوير الذي يضئ الطريق لمن بحث عنه. في قول مصطفى صادق الرافعي حكمة بالغة، ولكن كيف نصل الى استدراك ما ورد فيها دون الاستشعار والفهم! اعلم عزيزي القارئ ان هناك سؤالاً تبادر الى ذهنك الان وهو: كيف؟! في الحقيقة ومن وجهة نظري المتواضعة جداً ان هذا السؤال ليس له إجابة واحده لأنه يعتمد عليك انت وعلى سعيك واحياناً على شجاعتك!
لا تأخذ الامر على انه مهمة شاقة ولابد من العمل عليها او ان تظل حبيسة صدرك، بل تمتع بالهدوء واسترجع ما استطعت وابدأ التفنيد والفهم. كن رحيماً مع نفسك، موضوعياً في نظرتك وعادلاً في حكمك. استمتع برحلتك مع ذاتك، افهمها، قدرها واعطها حقها من هنا يبدأ طريقك في التعامل مع ما تمر به من منظور آخر. تعمق في فهمك للأمور حتماً ستجدُ متعةً من نوع آخر.
لكن يبقى السؤال كيف سيساعدني هذا كله في عيش الأيام واستشعار كنوزها المخبأة؟ عزيزي القارئ وصلت معي الى هنا حتماً تعرف مفتاح الاجابة! لكن دعني اعطيك تلميحاً: فهمك لنفسك هو مفتاح لفهم ما تبقى.
ألقاك على خير